- عندما تقرر أن تستكشف العمق التاريخي في سلطنة عمان؛ فلا بد أن تقودك رغبتك إلى ولاية صحار، حيث تقف واحدة من أشهر القلاع العمانية شامخة في وجه البحر، تسامر أمواجهه العاتية وتقص عليه

- حكايات الملوك والسلاطين الذين تعاقبوا عليها وكيف أنها كانت أبرز الخطوط الدفاعية في تاريخ الحروب العمانية إلى أن أصبحت اليوم من أبرز المتاحف التي تقوم بدور نقل تاريخ طويل وعريق على مر السنين لواحدة من أقدم الحضارات الإنسانية. وقلعة صحار هي الحصن الحصين لعمان في البوابة الشمالية في سنوات الحروب، وبين حجراتها نشأت دولة آل بو سعيد (الأسرة الحاكمة في سلطنة عمان)على يد الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي.
- والقلعة تقع في مدينة صحار المدينة الأقدم في سلطنة عمان، حيث إنها كانت مركزا لاستخراج وتصدير النحاس إلى دول العالم القديم ونسبة إليها سميت عمان قديما (مجان)، والذي يعني جبل النحاس. كما أنها وبحكم موقعها على ساحل خليج عمان كانت تشكل ميناء عالميا يربط بين الموانئ الخليجية وموانئ الهند والصين، ويعتقد الكثيرون أنها منشأ أسطورة السندباد. وقد ذكرها العديد من المؤرخين والجغرافيين على مدى العصور وأشادوا بأهميتها في كتبهم. كما أن عبد وجيفر ابني الجلندى (ملكا عمان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم)، استقبلا رسوله إلى عمان عمرو بن العاص فيها. كما ذكر بأنه عند وفاة الرسول الكريم عليه السلام كفن بثوبين صحاريين.
- ومن بين أبرز موجودات القلعة نفق يبلغ طوله 35 كيلومترا كان يستخدم منفذا للدخول والخروج من القلعة أثناء الحصار في زمن الحروب باستخدام الخيول. وقد تسبب النفق في العصر الحديث بالكثير من الانهيارات بعد أن انتشر العمران على طول خط النفق.وتضم القلعة حالياً متحفاً، تم افتتاحه في عام 1993 يتناول الكثير من الجوانب الأثرية والتاريخية لمدينة صحار وغيرها من المواقع الأخرى في سلطنة عمان، كما يتناول هذا المتحف أهمية الدور الذي لعبته تجارة النحاس في هذه المدينة وعلاقتها مع مدينة كانتون في الصين، إضافة إلى عرض الكثير من القطع الأثرية التي عثر عليها أثناء التنقيبات الأثرية داخل القلعة وفي مواقع مختلفة من عمان.
- تعرض محتويات المتحف في غرف القلعة، والتي تتوزع على أدوارها الثلاثة وباب القلعة الرئيسي يحمل على عتبته العلوية نقش دون فيه اسم الإمام عزان بن قيس(أحد أئمة عمان) ويؤدي الى فناء واسع

- بالدور الأرضي ومنه توجد مداخل لعدد من الغرف حيث الغرفة الأولى وهي الموقع الذي خصص سابقا للغسيل والاستحمام، أما الغرفة الثانية، فقد عرض فيها بعض القطع الأثرية من ضمنها خنجر نحاسي وسوار وجدا في أحد القبور بالقرب من عبري ويعودان إلى الألف الثاني قبل الميلاد، كما يعرض فيها قطعة لسبيكة نحاسية تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد وتزن 1700 جرام.
- إضافة إلى ذلك يوجد في هذه الغرفة من المتحف، معلومات تشير إلى حضارة صحار قبل التاريخ، وهي فترة التكوينات الجيولوجية التي تعود لملايين السنين، وعلى جانب آخر من هذه الغرفة يوجد سرد لأسطورة الملك «جوديا»، التي تتناول قصة الملك مع الحجارة المجلوبة من أرض مجان والذي أمر بعدها أن ينحت له تمثال من ذلك الحجر، والتمثال الذي تم نحته من هذا الحجر يعرض حاليا في متحف اللوفر في باريس.
- أما الغرفة الثالثة فيوجد فيها ضريح السيد ثويني بن سعيد بن سلطان الذي حكم خلال الفترة 1856 – 1866م.
- ويتناول تاريخ صحار الفترة ما قبل الإسلام وتاريخها القديم، كما يوجد فيها كذلك قطع فخارية تعود للقرنين الرابع والخامس الميلاديين وقطع من السيراميك المشكل وقطع لجرة مزخرفة تعود للقرن الخامس الميلادي وفي جانب آخر منها تعرض الخطوات التي يتم بها إنتاج الحرير من دودة القز .
- أما القاعة الثانية ففي غرفتها الأولى تعرض خارطة توضح طرق التجارة القديمة (طريق الحرير)

- والأسطورة المتعلقة بتجارة وإنتاج الحرير، كما تعرض بعض المسكوكات والعملات النقدية القديمة التي يعود أقدمها إلى القرن السادس الميلادي وبعضها إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي وقد نقش عليها أسماء الأماكن التي سكت فيها ، وتعتبر هذه المسكوكات بمثابة دليل على الوضع التجاري المزدهر في عمان، وخاصة مدينة صحار.
- كما يعرض في هذه الغرفة نموذج لخندق حفر عام 1986م لمعرفة تاريخ نشأة مدينة صحار، حيث أمكن قراءة تاريخ المدينة منذ الوقت الحاضر وحتى بداية تأسيسها على شكل طبقات متعاقبة، فاللون الأصفر يوضح الطبقات الإسلامية الحديثة من القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي وحتى الوقت الحاضر، اللون الأخضر يوضح طبقات العصر الإسلامي المبكر من القرن الأول الهجري/السابع الميلادي وحتى السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي، اللون الأرجواني يوضح طبقات عصر ما قبل الإسلام من القرن الأول الميلادي وحتى السادس الميلادي أما اللون الرمادي فيوضح طبقة الأرض البكر.كذلك تعرض في هذه الغرفة بعض المكتشفات الأثرية التي تم العثور عليها أثناء الحفر داخل فناء القلعة.
- الغرفة الثانية : تعرض نسخة من نص رسالة الرسول، صلى الله عليه وسلم، إلى أهل عمان يدعوهم

- فيها للإسلام، وقد حمل الرسالة اثنان من الصحابة هما عمرو بن العاص السهمي، وأبو زيد الأنصاري، حيث قدما إلى عمان والتقيا بابني الجلندى ـ عبد وجيفرـ في صحار. كما تعرض وصف المقدسي لمدينة صحار في القرن العاشر الميلادي، وقصة وصول البرتغاليين إلى صحار بتاريخ 16 سبتمبر1507م بقيادة البوكيرك وحدود الدولة العمانية أثناء حكم اليعاربة والبوسعيد.
- أما الغرفة الثالثة فتعرض جانبا من احتفالات عُمان بالعيد الوطني الثاني والعشرون «عام الصناعة»، الذي أقيم بمدينة صحار، كما تعرض الوضع الذي كانت عليه القلعة عام 1960م و1980م ونماذج القنابل التقليدية القديمة التي استخدمها العمانيون في الحروب وبعض الأسلحة البرتغالية والترميم الذي جرى للقلعة عام 1992م. والقاعة الثالثة عبارة عن قاعة المحكمة القديمة، يطلــــق عليها «البرزة» وكان محددا للقاضي والوالي الاجتماع في هذه القاعة للقضاء في أول يوم سبت من كل شهر.
- وقلعة صحار ببنائها الشامخ إلى يومنا هذا وتاريخها العريق ومتحفها الذي يزخر بالكثير من المقتنيات والمعلومات التاريخية القيمة يعد أحدا أهم الوجهات السياحية التي يقصدها السياح من مختلف أرجاء السلطنة والدول الخليجية والأجنبية .
- قلعة بهلاء
- عد مرور 20 عاما من الترميم تعود قلعة بهلاء مجددا للوجه السياحي الذي يتمنى الكثيرون زيارة هذا المعلم التاريخي العريق الذي يعد أهم وأبرز المواقع التراثية والتاريخية في السلطنة حيث تكتسب القلعة أهميتها من ذلك البعد التاريخي لتشييدها الذي يعود الى عصور ما قبل الاسلام كما تعد أول معلم تراثي عماني يتم إدراجه وتسجيله ضمن منظومة التراث العالمي (اليونسكو) في العام 1987 .تقع قلعة بهلاء وسط مدينة بهلاء التي تلفها النخيل، وقد بنيت على تلة صخرية، وهي نموذج لقلاع الطين التي أبدع العماني في إنشائها،وتتميز قلعة بهلاء بكبر حجمها وبها ستة أبراج وستة آبار لمياهالشرب كما أن أهم أجزائها وأقدمها القصبة وهي كبيرة الحجم، متقنة البناء، عالية الارتفاع وفي القلعة أيضا بيت الحديث الذي استخدم كمقر للوالي، وغرف بيت الجبل الذي أقيم فيه متحف خصص للتعريف بالجامع الكبير الواقع خلف القلعة وعرض مكتشفاته الأثرية وبيت قائد العساكر، كما تضم القلعة مرافق خدمية أخرى، ومجالس للضيوف ومسجدين، وقد اتخذ حكام النباهنة من هذه القلعة مقراً لإقامتهم عندما كانت بهلاء عاصمة لعمان في بعض فترات حكمهم.
- تأريخ بناء القلعة
- وتعد قلعة بهلاء أول معلم تراثي وثقافي في السلطنة يتم إدراجه تحت مظلة منظمة التراث العالمي اليونسكو في العام 1987 وتأريخ تشييد قلعة بهلاء غير محدد، إلا أن الحفريات الأثرية التي أجرتها وزارة التراث والثقافة في الأعوام 1993 و1998 والعام 2006، قدمت لنا من خلال المعثورات الأثرية بأن تأريخ استيطان الموقع يعود للألف الأول قبل الميلاد ويرجح بناء القلعة في الفترة التي سبقت الإسلام وقد تمت إضافة الأجزاء الأخرى إليها لاحقا وبالأخص في عهد اليعاربة وبقيت قلعة بهلاء مقرا للحكم ولإقامة

- العساكر وكحامية للبلد.
- كما تذكره لنا المصادر التأريخية أحمد بن هلال في أوائل القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي عند دخولك القلعة من بوابتها الرئيسية تمر وسط ممر يعرف محليا بالصباح ومنها الى فناء مفتوح وسط القلعة هنا بإمكانك أن تلاحظ كيف بنيت مباني القلعة على تلة صخرية غير منتظمة فيما يبرز نتوء صخري وسط الأبنية وهو ما يمثل تحد للمعماري العماني الذي استطاع أن يطوع الموقع لأغراضه وهو ما نشاهده أيضا في قلعة نخل وقلعة الرستاق على سبيل المثال.
- أقسام القلعة
- أولا: الجزء القديم وتعرف بالقصبة وهي أقدم أجزاء قلعة بهلاء ويطلق عليها البعض بالقلعة القديمة وتقع في الزاوية الجنوبية الشرقية، وتأخذ الشكل المستطيل تقريبا، وإذا نظرنا إليها منفردة عن باقي الأجزاء نلاحظ استقلاليتها بدفاعاتها.
- ثانيا: بيت الجبل ويأخذ امتداد الزاوية الجنوبية الغربية ويرجع تاريخ إنشائه “للقرن 12هـ / القرن 18م” وقد أقامت وزارة التراث والثقافة متحفا في بعض غرف بيت الجبل للتعريف بالجامع الكبير للواحة الواقعة خلف القلعة ويعرض المتحف القطع الأثرية التي اكتشفت في الحفريات الأثرية ومنها كنز العملات وشرحا مصورا عن محرابه المزخرف بالجص وأهمية النصوص التي كشفت في أعمدته.
- ثالثا: البيت الحديث ويمتد بين القصبة وبيت الجبل ويعود البيت الحديث لفترة حكم اليعاربة في عمان وقد كان الوالي وأسرته يقيم في غرف هذا الجزء من القلعة.
- رابعا: بيت القائد ويقصد به قائد عساكر القلعة كما تضم القلعة (مجلسين) ومسجدين أحدهما في وسط الفناء الذي يتوسط مباني القلعة والآخر صغير في الجزء القديم المسمى بالقصبة.

- ويقع المدخل الرئيسي للقلعة أو ما يعرف بالصباح بين بيت الجبل وبيت الحديث وهو مزود بسقاطات للزيت أو الماء أو العسل المغلي وبه مصاطب لجلوس الحرس الذين يصطفون على جانبي الصباح من الداخل وإن الدخول الى قلعة بهلاء يتطلب المرور عبر ثلاثة بوابات ولكل من هذه البوابات استحكاماته الدفاعية التي تعوق المهاجمين حيث توجد سقاطات صب الزيت أو الماء أو العسل المغلي على المهاجمين، كما زودت أبراج القلعة وأسوارها وسواتر الأسطح بمرامي السهام والبنادق والتي شكلت من الداخل بأسلوب يمنح الراحة للمراقبين ويصعب في ذات الوقت مشاهدتهم من الخارج.
- ورغم أن قلعة بهلاء كما ذكرنا استعملت استعمالا دفاعيا وعسكريا في المقام الأول، إلا أن النواحي

- الفنية والجمالية لم تغب عن ذهن العماني، حيث تنتشر الزخارف في بواباتها، وأسقفها الخشبية. إلا أن ما يشد النظر في هذه القلعة الزخارف الجصية التي غطيت بها بعض الحوائط في الجزء القديم منها وزودت القلعة بستة آبار لمياه الشرب، وقد كانت مياه إحدى تلك الآبار ترفع لتصب في قناة تمر المياه عبرها الى مزارع النخيل الواقعة أمام القلعة. إن الناظر لقلعة بهلاء بصمودها وشموخها فإنه يناظر التاريخ بتجلياته ويستشرف عبر نوافذ القلعة وجنباتها فنون الهندسة المعمارية وروعة الابداع العماني في تجسيد التراث عبر قلاع وحصون شواهد لعظمة الحضارات العمانية وصلابة الاجداد ولا شك أن القلعة ببعدها السياحي والتراثي ينتظر أن تكون وجهة للسياح ومقصدا حيويا لقراءة التاريخ عبر حقبه التليدة.
-
قلعة نخل
- أينما تيمم وجهك في سلطنة عمان فثمة شاهد على تاريخية البلاد ومقوماتها الحضارية منذ فجر التاريخ، مكونة شاهد إثبات لما تزخر به كتابات المؤرخين على مر العصور.ومن بين تلك الشواهد التي ما زالت

- شامخة ويقصدها المئات يوميا القلاع والحصون المنتشرة في كل مكان في عُمان فلا يكاد الزائر يخطو عشرة كيلومترات إلا ويجد قلعة أو حصنا أو برجا تاريخيا يعود بعضها إلى ما قبل التاريخ.وتحمل هذه القلاع والحصون الكثير من التاريخ من خلال ما تعاقب عليها من أحداث جسام وكيف كانت ساحة للعلم في أحيان وساحة للحرب في أغلب الأحيان.
- وعلاوة على الدور الذي قامت به تلك القلاع إبان الحرب والسلم ، فإن المتأمل فيها يجد روعة المعمار العماني تتجسد في تلك القلاع لما تحويه من زخارف إسلامية عامة وعمانية خاصة ، ولما أبدع فيها العماني من فكراقب على القلعة الكثيرين من الملوك والسلاطين الأمر الذي جعل معظمهم يجدد في القلعة سواء من حيث تثبيت الموجود وتجويده أو من حيث إضافة إبراز وغرف دفاعية تتناسب وتلك المرحلة ما جعلها تظهر في الصورة التي هي عليه في الوقت الحالي .
- وتم تجديد القلعة بشكل كبير في القرنين الثالث والعاشر الهجري السادس والتاسع الميلادي خلال فترة حكم أئمة بني خروص وحكم اليعاربة، وفي عهد السلطان سعيد بن سلطان ابن الإمام أحمد بن سعيد

- البوسعيدي تم بناء سور القلعة وأبراجها والباب الخارجي القائم حاليا، وذلك في عام 1830م، وفي عهد السلطان قابوس تم ترميم القلعة ترميما شاملا، وأثثت بالصناعات الحرفية والتحف الأثرية العمانية النادرة بما يتناسب والتأثيث السابق لهذا المبنى التاريخي العريق لتجسيد حياة الإنسان العماني قديما حيث توجد السيوف والخناجر والتروس، والملابس العمانية التقليدية،والصناعات الحرفية المختلفة كالسعفيات، والفخاريات، وغرف الضيوف، وغرف النوم، وكذلك أدوات الطبخ القديمة، وقد أعاد هذا الترميم للقلعة رونقها، وأبرز روعة بنائها وأصبحت مركز جذب سياحي للزوار من مختلف بقاع العالم.
- وتتكون القلعة من طابقين الطابق الأرضي ويحتوي على مسجد ومخزن لحفظ التمور وبئر مياه وبعض الغرف، أما الطابق العلوي فهو مخصص لإقامة الوالي وعائلته سابقا ويحتوي على غرفة الوالي وغرفة الأولاد وغرفة البنات وغرفة المعيشة وغرفة الضيوف ومجلس النساء واستراحة الوالي والبرزة الشتوية والبرزة الصيفية.
- وتتكون القلعة من ستة أبراج أهمها البرج الشرقي والبرج الغربي والبرج الشمالي والبرج الجنوبي وهذه الأبراج اسطوانية الشكل متصلة بالمبنى الرئيس وكانت تستخدم للحراسة والمراقبة وتوجد أبراج خارجية

- يصل عددها إلى حوالي (20) برجا موزعة بأنحاء مختلفة من الولاية وتعتبر خط دفاع أول عن القلعة.ومن بين أهم السمات المعمارية التي تتميز بها قلعة نخل إنها بنيت على جبل ذا انحنائين مما أعطى مبنى القلعة ميزة جمالية فريدة من نوعها تُميزها عن باقي القلاع في السلطنة حيث يظهر المبنى وكأنه محمول على الصخور ليمتزج مع الطبيعة الخلابة من حوله، وتمتاز القلعة بعلو ارتفاعها، وبشكلها الجميل الذي يبدو للقادم إليها وكأنها سفينة راسية، كما تمتاز القلعة بالسمة المعمارية الدفاعية ويبدو ذلك واضحا من السور والأبراج ومداخل وفتحات البنادق الموجودة على أسطح مبنى القلعة.
- كما يظهر الفن المعماري العماني في المسجد وبرزة الوالي والقاضي من خلال وجود الزخرفة على الأبواب والنوافذ الخشبية المحفورة والمزخرفة بنقوش بديعة.
- وفي عام 2001 تم إضافة متحف للأسلحة التقليدية العمانية القديمة، وذلك بأحد أبراج القلعة وهو برج الوسط، ويتضمن هذا المتحف مختلف أنواع البنادق التي استخدمها الإنسان العماني قديما في الدفاع عن نفسه ووطنه، وتم افتتاحه في عام 2002م.
- والزائر للقلعة تقع عيناه في البداية على المنطقة العسكرية والمسجد وهما اللذان يقعان بالفناء الأول،

- ثم يمر بمجموعة من السلالم التي تقوده لعدد من الشقق وغرف الجلوس. تستخدم الغرف الكائنة بالطابق الأول خلال فصل الشتاء فيما تستخدم غرف الجزء العلوي خلال الصيف. كما كانت هناك غرف مخصصة للأطفال. وقد تم تحديث جميع الغرف دون تغيير للبيئة التي كانت عليها وقتذاك. وتوجد على الجدران بعض الأسلحة القديمة. وعموماً تبدو قلعة نخل مهيأة لأخذ الزائر في رحلة ممتعة عبر التاريخ.في أزهى عصور نخل تم بناء سوق تحت ظلالها بهدف توفير احتياجات السكان القانطين خلف جدران القلعة وبقية أنحاء المدينة. وقد تغير شكل هذه السوق الصغيرة عبر الأزمنة لكنها ما زالت تقدم خدماتها لجميع سكان المدينة وتزودهم بالخضراوات والفواكه الطازجة.
- وعلى مسافة ليست بالبعيدة من القلعة يقع ينبوع الثوارة الحار ويمر الطريق المؤدي للينبوع عبر الكثير من أشجار النخيل والمزارع وهناك يشاهد الزائر منازل تعكس أسلوب البناء في عصر مضى إلى غير رجعة فيما توجد أخرى تقف شاهداً على التحولات الكبيرة التي شهدتها عمان خلال نهضتها الحديثة. وخلال شهري يوليو وأغسطس تمتلئ أشجار النخيل في مدينة نخل بمختلف ألوان التمور الجاهزة للحصاد منها الأصفر والأحمر والبرتقالي، وتقوم بحصد التمور مجموعة من الرجال المهرة وذلك باستخدام وسيلة مرت عليها قرون عديدة، حيث يتسلق هؤلاء الرجال أشجار النخيل بواسطة حبل دائري يلفونه حول كاحل أقدامهم لكي يمكنهم من الصعود للأعلى بسهولة ثم يقومون بقطع السبائط الناضجة من النخلة ويتولى مساعدوهم على الأرض مهمة جمع التمور المتساقطة.
- وينحدر الينبوع من جبل نخل وينهمر في بحيرة بالموقع ومن هناك يسيل عبر سد باتجاه الوادي ليوفر

- للقرية وقاطنيها أهم سبل العيش. وتنتشر العديد من المنازل والحدائق المليئة بأشجار النخيل والليمون على جانبي الوادي ويستمتع الأطفال بالمرح واللهو داخل البحيرة. وتعني كلمة «ثورة» أن المياه في حالة غليان، ولكن الحقيقة ان المياه ليست حارة ولكنها دافئة طول العام.وبينما كان ترميم القلاع والحصون يتم في السابق إلى درجة يصعب معها التعرف على الأجزاء الأصلية، فإن فلسفة الترميم الحالية تعني بتثبيت حالة التحصين وإحياء هذه القلاع القادمة من عمق الزمن دون محو آثار الماضي الهامة. ومن حسن الطالع ان استخدام المواد والطرق التقليدية ومزجها بالتقنيات المعمارية الحديثة أحيا حرفاً قديمة.
-
حصن بركاء
- حصن بركاء في سلطنة عُمان، يعد من المعالم الرئيسة على ساحل الباطنة، يقع على بعد بضعة مئات من الأمتار من شاطئ خليج عُمان، ويبرز الحصن كبرج ثماني الزوايا، وفي مؤخرته برجا مراقبة أعيد ترميمهما، وقد كانا يوماً ما يشكلان جزءاً من سور المدينة الدفاعي .

- وبهذا التوسع يكون الحصن قد استكمل بناؤه من الناحية الحربية والدفاعية، ويعد مقراً صالحاً للحكومة، كما يوجد فيه غرفة للعدالة وقاعة للانتظار، وبرج في الناحية الشرقية الشمالية .كما أن البوابة التي يدخل منها المواطنون القادمون لغرفة العدالة، أو بالأحرى لقاعة المحكمة يختلف مسارها وطريقها عن البوابة التي يدخل منها القاضي أو الإمام، حيث إن هذه الغرفة تعد المرجعية الأولى في الحصن، حيث يتم فيها بحث جميع القضايا والأمور المتعلقة بشؤون الولاية، وبحث القضايا الشرعية والقانونية، ويتم فيها اصدار الأحكام، وبجوار قاعة المحكمة يوجد جناح أسرة الإمام، ويتكون من ثلاث غرف واحدة للاستقبال، وبئر ماء تخدم أفراد العائلة والقائمين على خدمتهم، وفي أعلى الجناح توجد غرفة الإمام الخاصة، وتتكون من غرفتين ملتصقتين ببعضهما بعضاً، ودورة مياه، وهي أعلى نقطة في الحصن، وبذلك سميت القصبة لارتفاعها العالي .
- وفي الناحية الغربية يوجد أقدم جزء في الحصن ويسمى قلعة الدفاع، وذلك لوجود مخازن الأسلحة والذخيرة والمخازن السرية وغرف التوقيف وغيرها ويوجد في البرج بئر ماء تخدم القائمين فيه

- .في ساحة الحصن بعد تجديده يوجد مسجد وبئر ماء للوضوء، ويعد حصن بركاء من الحصون المهمة، وذلك لموقعه الاستراتيجي في الولاية وكبر حجمه وارتفاعه الشامخ، رمم الحصن عام 1985 من قبل وزارة التراث والثقافة .ربما كان أهم الأحداث التاريخية التي وقعت في هذا الحصن المنيع والتي تشكل صفحة مهمة من التاريخ العُماني، مذبحة الفرس في عام ،1728 في فترة الإمام سيف بن سلطان بتخطيط السيد أحمد بن سعيد البوسعيدي إذ إن الأخير كان والياً على صُحار قبل أن تتم مبايعته بالإمامة، وكانت صُحار وساحل الباطنة ومسقط تحت الاحتلال الفارسي، وبعد مناوشات كبيرة بين العمانيين والفرس خصوصاً في صحار من قبل جنود السيد أحمد، انسحب الفرس من كامل أراضي صُحار وبركاء إلا أن مسقط ظلت تحت الاحتلال، فعين السيد أحمد خلفان بن محمد البوسعيدي والياً على بركاء، وأنشأ فيها ميناءً وعمل على تحويل كل الخطوط البحرية والتجارية إلى ميناء بركاء لتشديد الخناق على الفرس في مسقط، فما كان من الفرس إلا أن قرروا الانسحاب من مسقط، لكن قبل ذلك لابد لهم من زرع الفتنة لتضمن لهم العودة مستقبلاً، لكن السيد أحمد فطن لتلك الخطة، فقرر الرد على تلك الخطة بالحيلة إذ إنه أقام للفرس احتفالاً قبل رحيلهم من مسقط في حصن بركاء انتهى بمذبحة هرب فيها الباقون من الفرس بحراً ليمروا بفخ آخر في منطقة السوادي، بالقرب من الجبال إذ أشعلت السفن بالنيران . . . لينتهي بعدها الاحتلال الفارسي .
-
حصن مطرح
- هو حصن عتيد في مسقط بسلطنة عمان, يشرف على الميناء في مطرح التي تكثر بها حركة السفن جيئة وذهابا. من فوق نتوء صخري قريب من الشاطىء وعلى قمة هضبة صخرية ضيقة يطل على حصن

- مطرح عالياً ويدل في وجوده على تشبث العمانيين بإستقلال بلادهم ووحدة أراضيهم. والحصن يبدو أنه كان في الماضي الممر الوحيد الذي يصل بين مطرح ومسقط ويتكون حالياً من ثلاثة أبراج دائرية أحدها برج كبير على القمة والأثنان الباقيان أصغر حجماً ويقع أحدهما عند أول نقطة في الغرب أما البرج الآخر الذي لا يزال عشاً لمدفع قديم فيقع ناحية الشمال من القلعة بالقرب من البرج الكبير. الحصن الذي تم ترميمه وصيانته عام 1981م, يعد معلما سياحيا يرتاده الزوار من داخل وخارج السلطنة ويشكل ملحما تاريخيا بارزا ضمن الشواهد الحية التي تحظى بها مسقط عبر حقب ضاربة بجذورها في القدم
- تم بناء هذا الحصن في القرن السادس عشر على يد البرتغاليين قبل أن يسترده العمانيون في منتصف

- القرن السابع عشر تقريباً. يُهيمن الحصن على الجانب الشرقي من المرفأ ولايزال يُستخدم في الأغراض العسكرية. بالإمكان تسلق جدرانه المنحدرة للتمتع بأروع إطلالاتٍ على المحيط، وهي بالتأكيد تستحق العناء.
-
















ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق